الاثنين، 5 ديسمبر 2011

هند صبرى ورايها فى الاحزاب الدينيه


أكدت هند صبرى أن تجربتها فى فيلم «أسماء» مختلفة عن كل تجاربها السينمائية السابقة، موضحة أن الشخصية كانت مغرية بالنسبة لها، فضلا عن أهمية الموضوع الذى يتحدث عن امرأة مصابة بالإيدز وتواجه المرض والمجتمع بشجاعة.
وقالت هند صبرى لـ«المصرى اليوم» إنها غضبت بسبب عدم حصولها على جائزة من مهرجان أبوظبى عن دورها فى «أسماء» لأنها تعبت كثيرا أثناء التصوير، مشددة على رفضها خلط الدين بالسياسة، ومساندتها الحكم المدنى فى بلدها تونس
كيف استقبلت ردود الأفعال حول فيلم «أسماء» عند عرضه لأول مرة فى مهرجان أبوظبى؟
- كنت فى قمة السعادة، لدرجة أننى بكيت من رد الفعل داخل صالة العرض لأنها كانت المرة الأولى التى أشاهد فيها الفيلم فى نسخة 35 مللى، وكان رد الفعل تتويجاً حقيقياً لجهود كل من ساهموا فى هذا العمل، لأنه صعب فى موضوعه وتنفيذه، كما أن الدور كان صعبا جدا وشعرت بالقلق من رد فعل الجمهور، وطوال العرض كنت أتابع وجوه المشاهدين وأراقب تأثرهم بالفيلم، وسعدت لأننا نجحنا فى توصيل الرسالة.
■ وما سر تساقط دموعك أثناء مشاهدتك الفيلم؟
- لأنه فيلم خاص جدا، وأعتبره أصعب دور قدمته حتى الآن بالإضافة إلى أنه جاء فى وقت خاص من حياتى بعد أن أنجبت «عليا» حيث اختلفت أشياء كثيرة فى حياتى، وأصبحت هناك مشاعر جديدة أشعر بها.
■ لماذا اخترت فيلم «أسماء» رغم صعوبة تسويقه؟
- لأن الشخصية المحورية فى الفيلم امرأة، وهذا نادرا ما يعرض علينا كممثلات، لذلك كانت مغرية بالنسبة لى، بالإضافة إلى أن الموضوع كان جريئا، ولم يكن أحد لديه الجرأة من قبل فى طرحه بهذا الأسلوب المتحضر والإنسانى.
■ ألم تشعرى بالقلق من مغامرة تقديم عمل عن الإيدز؟
- لم أشعر بالقلق لأننى أعرف أبعاد المرض من خلال قراءاتى وأعرف جيدا وصمة العار التى تحيط به، كما أننى شاركت فى العديد من حملات التوعية التى نظمتها الأمم المتحدة، وأعرف كيف ساهم الإعلام وجهلنا أيضا فى زيادة وصمة العار، وبالتأكيد لم يكن لدىّ القلق المسيطر على الناس الذين لا يعرفون الكثير عن تفاصيل نقل هذا المرض والمعاناة التى يعيشها المصابون به فى مجتمعات مغلقة، وأعتقد أن كل هذا ساهم فى تحمسى للعمل، فطوال الوقت كنت أبحث عن مناطق الظل، وأريد أن «أنكشها» ولم أشعر بأن تعرضى لهذه القضية من الممكن أن يؤثر علىّ كممثلة بالسلب، كما أننى لا أعتبر الفيلم يتحدث عن الإيدز فقط ولكنه عن المواطنة بشكل عام.
■ كيف وصلت لشكل أسماء؟
- كانت هناك عملية تحول يومى قبل التصوير مع «جوالن» الماكييرة البريطانية الشهيرة التى رشحت للأوسكار من خلال عملها فى فيلم «الساعات» مع نيكول كيدمان، واختارها المخرج عمرو سلامة لرغبته فى ظهور الشخصية دون أن يتعرف الجمهور على هند صبرى، وكنت أضع أنفاً صناعياً أكبر من أنفى، فضلا عن الكثير من التفاصيل التى كانت تستغرق يوميا 4 ساعات وأعتقد أن ذلك ساهم كثيرا فى تقمصى للشخصية.
■ لكن ظهرت شخصية «أسماء» فى حالة ضعف جعلتها تبدو فى سن أكبر من سنها الحقيقية؟
- الظروف القاسية التى عاشتها أسماء فى حياتها وضعتها فى هذه الحالة، وأعتقد أن ذلك موجود فى الحياة، فقد تجد أشخاصا تعطيهم سناً أكبر من سنهم بكثير، وذلك بعد أن تأثروا بمشاكلهم، وأسماء لديها تراكمات جعلتها تنكسر جسدياً بالإضافة إلى شعورها بالمرض نفسه وتأثيره عليها.
■ وما أصعب مراحل تحضيرك للشخصية؟
- مرحلة ما قبل التصوير لأننى دخلت فى كثير من المناقشات مع عمرو سلامة حول السيناريو والحوار والشكل الدرامى بينما كان التصوير أسهل، وإن كنت أصبت خلاله بالإرهاق الجسدى بسبب الحمل.
■ ولماذا تم الإعلان عن سبب المرض فى الفيلم رغم أن رسالة العمل تتعارض مع ذلك؟
- هذا صحيح، وكان ذلك اختيار المخرج واقتنعنا به، لأن هذا الفيلم لا يخاطب النخبة فقط لكنه موجه لجمهور عريض جدا، فقرر أن يتعامل مع الموضوع خطوة خطوة، بالإضافة إلى أن هذه القصة حقيقية، لذلك أراد تقديم ملخص للحكاية وقصة التضحية، فضلا عن أن أى شخص سيشاهد الفيلم سيكون لديه فضول لمعرفة السبب الحقيقى الذى جعل هذه السيدة تصاب بهذا بالمرض.
■ ماذا يمثل الفيلم من قصة «أسماء» الحقيقية؟
- شخصية أسماء مزيج من قصص عديدة استمعنا لها ولكن أبرزها حكاية أسماء التى لم نتقابل معها إطلاقا غير أنه حكى لنا الكثير عنها وقد شعرت بالحنين لمعرفة هذه الشخصية التى لم أقابلها وقصة الحب التى عاشتها.
■ هل كان لجمعية أصدقاء الإيدز دور فى التمويل؟
- لا، ولكنهم ساعدونا فى كثير من الجوانب وسهلوا علينا مقابلة العديد من المرضى والتعرف على تفاصيل حياتهم.
■ لماذا استعنتم بأشخاص مصابين بالمرض للمشاركة فى الفيلم؟
- كان ذلك بهدف تقديمهم كبشر عاديين وحتى نمحو عنهم وصمة العار ونقول إننا عملنا معهم ولم نتعرض لأى مشاكل، حتى إن معظم فريق العمل لم يكن يعرف من هو مصاب ومن غير مصاب.
■ هل غضبت من عدم حصولك على جائزة فى مهرجان أبوظبى؟
- لا أنكر أننى غضبت لأن الجوائز فى مهنتنا مثل المكافأة فى أى عمل آخر، وكنت أتمنى الحصول على جائزة لأننى تعبت ولكن فى النهاية هذه أرزاق ولا يقلل هذا من مجهودى كما أنه مجرد مهرجان وليس كل المهرجانات، فضلا عن أن حصول كل من ماجد الكدوانى وعمرو سلامة على جائزة جعلنى أشعر بأننى حصلت عليها لأن الفيلم اسمه «أسماء» وكان إهداؤهما الجائزة لى لفتة جميلة، فرحت بها جدا.
■ بعيدا، عن السينما ما رأيك فى فوز حزب النهضة الإسلامى بالأغلبية فى المكتب التأسيسى لتونس؟
- هذا الحزب ستكون لديه أغلبية فى اللجنة المسؤولة عن صياغة قانون البلاد، وأنا سعيدة بالانتخابات ومسارها الديمقراطى، حيث كانت هناك مراقبة دولية كما أن معظم التوانسة أشادوا بها، وأعتقد أن ذلك شىء مفرح ولكن ما سيحدث بعد ذلك سيكون مرتبطا بلعبة الديمقراطية وأن تكون هناك أغلبية وأقلية، وأعتقد أن هذا هو مسار تونس لأن فيها حزب إسلامى «مودرن» وقد وصفته بذلك لأنه ليس متطرفا ولم يقل إنه سيحكم البلاد منفردا، بالإضافة إلى أن تونس مرتبطة بتقاليد تقدمية صعب التغاضى عنها، كما أن المرأة التونسية من الصعب أيضا أن تتنازل عن حقوقها التى حصلت عليها منذ 50 عاما، لذلك فمن الصعب أن يبقى حزب النهضة بمفرده، فضلا عن أن الأسلوب المتشدد لا يتناسب مع المجتمع التونسى وسواء كانوا هم المسؤولين عن حكم البلاد أو غيرهم فلابد أن يسيروا على نفس الخطوات الديمقراطية النى تعيشها تونس الآن وعليهم أن يعلموا أن المعارضة ستكون قوية وصوتها عال.
■ ما تفسيرك للتساؤلات حول سماح إسلاميى تونس بارتداء المايوهات على الشواطئ؟
- ليس من حق أى حزب أن يسمح أو لا يسمح لأن ذلك فى يد الشعب وحده وليس أى فئة أخرى حتى لو كانت تحكم البلاد، وأعتقد أننا كمجتمع مدنى يجب أن نحرص على ألا تحدث أى تجاوزات أو تعد على حريتنا الشخصية، ولا أنكر أن حزب النهضة يمثل فصيلاً من المجتمع التونسى وهناك كثير من التوانسة منحوهم أصواتهم ولكن هذا لا يعنى أن باقى الفصائل التونسية لم تكن لها حقوق، فلابد أن نكون جميعا حريصين على حريتنا ولن نسكت فى حالة تجاوز ذلك، وأنا شخصيا سأتصدى لذلك وأعضاء الحزب أكدوا أنهم لن يفرضوا شيئا على الشعب وأنهم سيتعاونون مع جميع الطوائف وسيقومون بعمل حكومة وحدة وطنية رغم اعتراض البعض عليها، لذلك أعتبر أننا نعيش أول اختبار حقيقى للديمقراطية وهذا ما قد يتسبب فى بعض الاضطرابات ولكن أرى أن تونس تسير فى مسارها الصحيح.
■ لماذا يخيف الحكم الإسلامى الشعوب العربية؟
- التيار الإسلامى موجود وبكثرة ويجب ألا ننكر وجوده وأحيانا يستخدم الدين لتوجيه رسائل سياسية رغم أننى أعتبر رسالة الدين أسمى من ذلك، وأعتقد أن نتائج الإسلام السياسى ليست الأفضل دائما وأرى أن الدين رسالة شديدة الخصوصية بين العبد وربه وتدخله فى الأمور الدنيوية ليس فى صالح المجتمع.
■ إذن أنت مع فكرة فصل الدين عن السياسة؟
- بالتأكيد أرفض خلط الدين بالسياسة، فأنا مع الدولة المدنية التى تكفل للجميع حرية الرأى والمعتقدات والملبس والتفكير وتعامل كل مواطنيها على قدر من المساواة مهما كان اختلافهم.
■ هل هذا يعنى أنك ضد الأحزاب الدينية؟
- لست ضدها على الإطلاق لأن بعض الأحزاب الدينية لا تستند برامجها لمرجعية دينية، وهذا ما أعلنه حزب النهضة التونسى وأكد أن برنامجه سياسى وليس دينياً، وهذا أيضا ينطبق على حزب التنمية والعدالة الحاكم فى تركيا وأعتقد أن تركيا خير مثال على ذلك حتى إن حزب النهضة التونسى قال إنه سيسير على نفس النهج التركى وأعتقد أنه قرار جيد لأن تركيا أصبحت مجتمعاً مفتوحاً وفى الوقت نفسه ينتج ويصدر ويقرأ ويكتب.
■ هل الإحساس بالثورات والأمومة أثر على هند صبرى؟
- هذا العام كان غريبا، وأول ثورة واجهتها كانت داخلية وصعبة جدا وهى ثورة الإنجاب لأننى وجدت نفسى أمام أولويات جديدة وأحاسيس مختلفة، ولم يكن الموضوع سهلا كما أن البلدين اللذين أعيش فيهما سواء مصر أو تونس شهدا ثورتين ولم أتابعهما من خلال شريط أخبار لكننى عشتهما بقلبى وشعرت أن 2011 سنة مصيرية، لذلك سعيت للتواجد فى الحياة المدنية بصورة أو بأخرى وأعتقد أن أى فنان لابد أن يلعب هذا الدور وأن يكون فعالا فى نسيج مجتمعه.
■ وهل كان ذلك وراء مشاركتك فى فيلم «18 يوم» رغم متاعب الحمل؟
- مشاركتى فى هذا العمل مجرد «غمزة» وجاءت نتيجة حالة التخبط التى كنا نعيشها وقتها، لدرجة أننا صورنا الفيلم قبل أن يتنحى مبارك فأعجبنى فى «18 يوم» أنه وليد اللحظة وحالة التخبط التى عاشها هؤلاء المخرجون فى التحرير، لذلك فهو ليس فيلما بالمعنى التقليدى ولكنه مجموعة من الرؤى لعشرة مخرجين فى لحظة ما، والجميل فيها أنها متخبطة وغير مكتملة.
■ ألم تشعرى بالمخاطرة أثناء التصوير خاصة أنك كنت حاملاً فى الشهر الثامن؟
- ابنتى ستكون فخورة عندما تعلم بذلك لأنها عاشت أوقاتا مهمة سواء فى «18 يوم» أو «أسماء» كما أننى كنت سعيدة وهى ترافقنى التصوير حتى تقول إنها ولدت فى بلاتوهات السينما.
■ هل ستخوضين تجربة الدراما التليفزيونية هذا العام؟
- وقعت بالفعل عقدا مع المنتج طارق الجناينى، الذى سبق أن قدمت معه مسلسل «عايزة أتجوز» ولكن حتى الآن لم نستقر بشكل نهائى على السيناريو ومن المقرر أن يتحدد ذلك خلال أيام ولكنه لن يكون عملا كوميديا.
■ هل ستتركين «عليا» فى هذا الوقت؟
- حتى الآن لا أعرف ماذا سأفعل معها، وربنا يستر لأن قلبى «بيتقطع عليها من دلوقتى».
■ وماذا لو تعارض الفن مع «عليا»؟
- إذا كان عملى سيتعارض مع تربيتى لها سأتركه «بس يا رب مايحصلش» وأتمنى أن أنجح فى تنظيم وقتى.
■ هل ملامحها قريبة منك؟
- «عليا» تشبهنى إلى حد كبير وأخذت منى شخصيتى، فهى مستقلة ولديها فخر وعزة نفس وحرصت على أن تزور تونس لترى بلدها حيث حصلت على جواز السفر التونسى منذ أن كان لديها ثلاثة أشهر ومارست معها كل الطقوس التونسية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق